اسم الطبيب: الدكتور رفيف المهنا
- بيانات الطبيب:
- من مواليد مدينة دمشق ١٩٧٣ م.
- والده كان أستاذ مدرسة ووالدته ربّة منزل، ولديه أخ أكبر منه وثلاث أخوات.
- درس في قرية بصير في حوران في محافظة درعا، الابتدائيّة في مدرسة الشهيد نادر المهنا والإعداديّة والثانويّة في مدرسة الشهيد خلف تركي الخليل.
- درس في كليّة الطّب البشري في جامعة دمشق وعندما تخرج سافر إلى فرنسا وتابع الاختصاص في مدينة مارسيليا.
- متزوج من راوية كاسوحة وهي خريجة علم نفس حاصلة على ماجستير من فرنسا والآن تقوم بإعداد الماجستير في سوريا، ولديه ابنتان زينة نور طالبة بكالوريا وابنته الثانية مسا وستصبح في الصف التاسع العام القادم.
- تجربة الطبيب :
ااختصاصي في الطب النفسي
- خبرة الطبيب :
- أربع سنوات دكتوراة لم ينهها بعد.
- خمس دبلومات تخص مشاكل نفسية.
- دبلوم بالعلاج السلوكي المعرفي ثلاث سنوات.
- شارك بالعديد من المؤتمرات والنشاطات، منها مؤتمرات سوريّة فرنسيّة، فقد أقيم مرة مؤتمر بدمشق وآخر في حلب وشارك بمؤتمر في دبي وعدة مؤتمرات في فرنسا.
- كتب أبحاثاً علمية مرفقة مع رسائل الماجستير والدكتوراة.
- كلمة الطبيب : في حوارنا مع الدكتور رفيف حول:
حول كلية الطب البشري
كان سبب اختياري كلية الطب البشري حبّ أهلي أن يرونني في هذا المكان فأحببت أن أسعدهم، وخاصة أبي الذي ساعد واهتم بالكثيرين من أقربائه للوصول للطب فأحببت أن أهديه متعة كون ابنه طبيباً، إضافة إلى ثقافة القرية التي تمجد الطبيب ودراسة الطب ولأنني
كنت أكتب وأؤلف الأغاني وجدت الطب وسيلة لأحمي نفسي من كلام الناس وأحكامهم. علاقتي مع كلية الطب لم تكن إيجابية جداً فقد تعرضت لنكسات قوية فيها ورسبت في مرحلة معينة لأسباب متنوعة ليست متعلقة فقط بالدراسة أو الجامعة ولست بصدد ذكرها.
كانت مشكلتي مع الطب أنه يعتمد على الذاكرة كثيراً ويجب أن تحفظ وكأنك تتحول إلى آلة للحفظ، وكانت هذه خيبة أمل بالنسبة لي في سنواتي الأولى، فالمتعة والتفكير والجانب الإبداعي في الطب الذي يتضمن التشخيص والعلاج يحتاج الكثير من المعلومات، إضافة إلى أنني لم أكن أحب أن يمتحنني أحد بذاكرتي، حيث كنت أود دوماً إضافة شيء من شخصيتي. في السنوات السريرية الرابعة والخامسة والسادسة تغيّر الوضع وبدأت أحب الطب، حيث بدأت تتدخل شخصية الطالب وقدرته على التحليل والربط المنطقي في الدراسة.
يعتبر الخطأ أنني توقعت أن الطب هو مكان تفكيري وتحليلي واكتشفت أن هناك مرحلة طويلة من الحفظ قبل ذلك.إيجابيات الطب
في الطب إحساس بالذات وخدمة للناس وإحساس أنك شخص مفيد، وفيه عائد مادي جيد، وتستطيع أن تطمح وتحلم.سلبياته
يسرق حياتنا الاجتماعية والعائلية ووقتنا وأعصابنا ونومنا تحديداً، وكل المهن التي تسرق النوم هي مهن صعبة، وفكرة المناوبة والسهر بينما ينام الناس ليست بالشيء الهين أبداً.حول تعديل الشهادة
عندما سافرت لم يكن هناك قانون تعديل، صدر القانون عام ٢٠٠٨ تقريباً، وهنا عدلت شهادتي، وكان هناك الكثير من الأوراق المطلوبة والكثير من العمل لأقوم به وكان متعباً ومرهقاً جداً، لكن الحمدلله ومن حسن حظي أن الستاجات التي أجريتها كانت في مشافي جامعية لذا لم يطالبوني بإطالة مدة التدريب، وكنت قد أجريت العديد من الدبلومات والماجستير والدكتوراة فكانت أموري عموماً جيدة.عن اختصاص الطب للنفسي
لقد أحببت علم النفس منذ زمن طويل، لم أكن بداية أعرف شيئاً عن الأمراض والطب النفسي ولكن كان لدي اهتمامات نفسية وفلسفية من عمر باكر جداً فأول مرة قرأت في كتاب فلسفة وعلم نفس كنت في الصف الخامس أو السادس وكنت مغرماً بهذا المجال ومميزاً فيه. أحببت الاختصاص منذ البداية. بدأت اختصاصي في سوريا لمدة ستة أشهر، ورغم صعوبة الإمكانيات لكن الجو كان إيجابياً، وقد أخذت بورد عربي في المواساة لكن فعلياً كان دوامي خفيفاً. في فرنسا كان الوضع إيجابياً جداً، وأحببت الاختصاص أكثر، لأنني أحببت المرض النفسي بغض النظر عن فكرة المعالجة، فالمرض بحد ذاته كان مغرياً بالنسبة لي. ساعدني هذا الاختصاص لأفهم نفسي وأفهم الحياة، وأساعد الناس وأغير حياة الكثير للأفضل ولكن إلى حد معين، وهنا تكمن السلبيات، ففي اختصاصنا هناك الكثير من الحالات التي نفشل في علاجها، ففي الذهان مثلاً لا نستطيع تغيير حالة المريض أو شفائه، نستطيع أن نهدئه فقط وأن نخفف عنه، ولكن للأسف لا نستطيع الوصول للشفاء التام في هذه الحالة وغيرها الكثير.
يساعدك على تغيير نفسك كشخص ويحسن نظرتك لنفسك، كما تستطيع فيه خدمة الناس وتغيير حياتهم، وأيضاً يخدم المجتمع بشكل كبير. اختصاص نادر ولا يوجد تنافس عليه لذا تستطيع الحصول عليه بسهولة إذا كنت تحبه. كما أن العلم جديد والتطوير فيه يومي، إمكانيات التغيير والنظريات الجديدة كثيرة والمجالات واسعة فيه. لكن فيه الكثير من الفشل، والمعلومات قليلة عن مصادر الأمراض وأسبابها حتى الأدوية النفسية اكتشفت بالصدفة فنحن لا نملك مرجعية كيف حدث المرض.حول صعوبات الاختصاص في أوروبا
اللغة.
في الدول الأوروبية علاقتنا بالقانون قوية ومتداخلة كأطباء نفسيين، فالصعوبة لم تكن بالطب أو المريض، بل من تدخّل القانون وأننا يجب أن نلزم الحرص دوماً، فالخطأ الصغير قد يودي بنا لمشاكل لا حصر لها.
العمل مع الكادر الطبي الذي لا يحب الطب النفسي كثيراً، ففي فرنسا هناك نوعين من الممرضين، ممرض اختصاصي نفسي وممرض عادي يعمل نفسي، فالممرض الاختصاصي النفسي هو تقريباً طبيب نفسي لمعلوماته الواسعة في الأمراض والطب، والتعامل معه مريح جداً، أما الممرضين الآخرين لا يعرفون كثيراً وأخطاؤهم كثيرة ولا يتفهمون الطبيب والعلاج كالممرض الأخصائي.حول تحت الاختصاص في الطب النفسي
يوجد العديد من مجالات تحت الاختصاص لدينا، العلاج السلوكي المعرفي وقد أنهيته، الأطفال، العلاج العائلي، والعلاج الإدماني.عن أكثر الحالات مشاهدة
يعد الاكتئاب من أكثر الحالات مشاهدة ضمن الاختصاص.نسبة الأخطاء في التشخيص
عالية، فهناك أمراض صعبة التشخيص، مثلاُ مرض ثنائي القطب يتشابك مع الكثير من الأمراض، و٥٠% من تشخيص ثنائي القطب حول العالم لمرضى فوق الخمسين.أصعب حالة واجهته خلال مسيرته
هي الفصام، وهي حالات لا يتم معالجتها بل نستمر معها ونتابعها، لكن لا يوجد شفاء كامل منها.هل يندم على دخوله الاختصاص؟
الندم على اختصاصي يرافقني كل يوم، في تلك اللحظات حيث لا يوجد أمل ولا تستطيع سوى أن تكذب على المريض وتقول له إن شاء الله خيراً. لا يمكن أن أقول بأن لديّ رغبة بتغيير الاختصاص، لكني أحب الموسيقى والأغاني وكتابة الأغاني وأتمنى يوماً أن أقوم بهذا، وإن عاد بي الزمن فسأعيد اختياري للطب والطب النفسي. حافظت على شعلة حماسي بحبي للمرض وبحب الناس الذين يمرضون، وبتحملهم وتحمل طريقتهم بالكلام والتعبير عن مشاكلهم وطريقتهم بالتعامل معنا، وبتحمل الفشل أيضاً. في بلدنا وحسبما أرى التطبيق العملي للتعامل مع المريض والمقاربة العلاجية ممتازة، لكن المشكلة في المريض وعلاقته مع الطبيب، فليس هناك نظام علاجي ونظام طبي مريح للطبيب والمريض، كما أن الوضع المادي والحرب صعّب المهمة على الجميع. الأطباء في سوريا يقومون بنفس العمل الذي نقوم به في أوروبا وبنفس الطريقة، ولكن الاختلاف غالباً يكمن في طبيعة المريض، فالمريض في أوروبا ينفّذ التعليمات بحذافيرها، أما في سوريا فهناك مرضى يحاولون التدخل.حول فروقات ممارسة الطب النفسي بين سوريا وأوروبا بالنسبة للطبيب
الممارسة بأوروبا مادياً أفضل ولكن لا يوجد شيء بلا ثمن، فنحن ندفع من صحتنا النفسية والعاطفية وعلاقتنا بأهلنا، ويجب على الشخص أن يكون حذراً بموضوع السفر.
المريض في أوروبا ليس لديه خيار، فالطب النفسي في فرنسا أصبح جزءاً من النظام الطبي والاجتماعي والإداري، فهناك أوراق لا يمكنك إنهاؤها وعمليات لا تستطيع إجراءها دون أن ترى طبيباً نفسياً كعملية قص المعدة مثلاً. أما في سوريا فالوضع مختلف فمن يشعر بمرض نفسي يذهب إلى طبيب نفسي من تلقاء ذاته وليس له علاقة بالنظام الطبي والاقتصادي والإداري في البلد.
عن تأثير الحرب والأزمات على الصحة النفسية للشباب والأطفال
لا أرى أن تأثيرات الحرب نفسها هي الأزمة الكبيرة، بل هي تأثير العولمة التي تزامنت مع الحرب عن طريق الإنترنت والموبايل، حيث مُحيَت الشخصية الوطنية للطفل وأصبحت شخصيته أجنبية وأصبح يغني باللغة الأجنبية ويفكر ويطمح بطريقة أجنبية. وأرى أن هذه أهم مشكلة، فالولد لم يعد لديه هوية سورية، وبدأ أولادنا يُسرَقون منا عن طريق الإنترنت.
هل يستطيع الشخص أن يتداوى نفسياً بنفسه
لا أنصح أبداً بتداوي ذاتي، أنصح أن يكون العلاج دائماً عبر الطبيب.
هناك شيء كنت أتمناه دوماً وأحلم به، وربما هو مشروعي يوماً ما في سوريا، وهو أن يفتتح ما يسمى بالمستوصف النفسي وتكون الدولة مسؤولة عنه، ويكون مجانياً، وهو شيء وارد وليس صعباً ولا مستحيلاً، وهكذا يصبح الذهاب إلى الطبيب النفسي سهلاً و غير مكلف.عن إدخال الصحة النفسية للمناهج الدراسية
هو مشروع سهل، ويمكن البدء به بشكل تمهيدي، وأعتقد أن المناهج بدأت بإدخاله شيئاً فشيئاً.نصائح للمقبلين على اختصاص الطب النفسي
أنصح المقبلين على اختصاص الطب النفسي أن يكملوا به، ولكن يجب أن تحبوا الاختصاص، وأن تملكوا الميول المطلوبة: حب الفلسفة والتعامل مع الناس وعمقاً متواصلاً مع ذاته.
نحن بحاجة إلى اختصاصيين وأتمنى أن تجربوا أي مشفى مدة ثلاثة أشهر ثم تختارون الاختصاص.حول الكتابة وتأثير الاختصاص على النتاج الأدبي
الكتابة هي كل حياتي، أستطيع أن أتخيل نفسي لا أتكلم أو لا أغني ولكني لا أتخيل نفسي دون كتابة.فبالنسبة لي إذا لم أعبر عن نفسي بالكتابة أشعر أنني انتهيت، والكتابة هي عمق أعماقي.
لقد دخلت إلى حياة وألم الناس بأعماقها وقد عملت في المشفى حيث يكون المريض النفسي الشديد الفصامي أو الذهاني يحتل العدد الأكبر من المرضى، وجربت العيادة للناس العاديين والمجتمع العادي وبذلك دخلت حياة الناس من أوسع أبوابها الذي هو الألم ورأيتها.
ومن هنا أثّرت الكتابة على اختصاصي واختصاصي أثّر على الكتابة. هناك نمط من الكتابة يخفف من غربة الإنسان، وشعوره بالوحدة أمام الحياة والألم والضياع والخوف، ويشعرك بالونس، وعن طريقها يكتشف الناس أنهم ليسوا وحدهم وأن هناك الكثيرين مثلهم، وأن ما يحدث معهم طبيعي وأنهم ليسوا سيئين لهذه الدرجة، وفيها رحمة كبيرة أيضاً وأنا أحب أن أكون رحيماً بنفسي وبالآخرين، وأظن أن هذا سبب لمحبة الناس لما أكتبه على فيسبوك.
والمحبة من الله والحمدلله.ألف عدة كتب أدبية وهي
كلام عادي جداً بالأسود والأبيض.
طفل النوافذ.
الشخص الذي يرفض النضج.
إلا الحب.
كيف يبكي الناس، وهذا الكتاب سيصدر قريباً.حول تجربة السفر
بإمكاني أن أقول أن السفر جميل وغير جميل، فلا يوجد شيء في هذه الحياة بلا ثمن وعموماً ليس هناك مكان أفضل عن غيره ولكل مكان إيجابياته وسلبياته.
نفسياً إذا كان الشخص حساساً وغير مهيأ، فالسفر منهك جداً ومؤلم ويحتاج للتفكير.
تجربتي كان جميلة في مراحلها اللاحقة، ولكن عانيت في البداية لمدة سنة أو سنتين من وحدة شديدة في مدينة لا يوجد فيها سوريين أبداً وكان ذلك صعباً جداً.
وأهم الصعوبات كانت: اللغة، الغربة، الوحدة، كما أنني سافرت بزمن لم يكن الانترنت موجوداً بعد، وكان التواصل صعباً جداً وكنا نغيب ولا ندري متى نعود. السفر ليس أساس النجاح والكفاءة للطبيب أبداً، فالنجاح عموماً ليس له علاقة بالظروف ولا بالمكان ولا بالمهنة أصلاً، يعتمد على التركيبة النفسية الأساسية لدى الشخص وامتلاك مكونات شخصية الكاريزما والنجاح. أنا مع السفر لمن لديه مشروع واضح يريد السفر لأجله. ولكن بشكل عام الطب في بلادنا لا يزال شيئاً مهماً وعظيماً رغم كل الأحاديث التي أسمعها، فأنا أعرف الطب في فرنسا وألمانيا وأمريكا والسويد وبالمقارنة فالطب السوري لا يزال جيداً، ربما يأخذ الطبيب وقتاً ليحسن حالته المادية لكن المستقبل بالنسبة للطبيب الناجح ممتاز أما الطبيب المتوسط فيحتاج للسفر كي يدعمه السفر مادياً ونفسياً واجتماعياً.موقف مميز لا ينساه
لدي الكثير من المواقف جمعتهم بكتاب "كيف يبكي الناس".أجمل محطات حياته
أوقات ولادة بناتي.هواياته
الغناء وكتابة الأغاني والموسيقا والقراءة والكتابة.قدوته
كشخص نفسياً وروحياً وعاطفياً يسوع المسيح.
بشكل يومي هناك الكثير من الناس وكل مرحلة كان هناك شخص أتمثل به وأحبه واتعلق به.طموحه
أنهيت مرحلة الطموح والآن أنتظر الحياة لتخبرني ما تريد مني.نصيحته لطلاب الطب
الطب بمضمونه وخارجه صعب، دراسةً واختصاصاً، عليكم أن ترحموا الناس وأن تراعوا ظروفهم، فرفقاً بهم. أريد أن أقول أنّ الوطن مهم جداً ومهما ظهر في العالم الحالي أن الوطن هو مجرد مكان للعيش فقط ونستطيع استبداله فهذا غير صحيح، سوريا وطننا ولا نستطيع مهما حاولنا أن نتخلى عنه ونُلبس ثوبه لوطن آخر ، سافرت لمدة ٢٥ عاماً وعدت لبلدي منذ ٤ سنوات، ولم أستطع أن أتخلى عن هويتي السورية التي تسكنني، سوريا تستحق، الناس فيها يستحقون، الأزمات تمضي وبإذن الله ستصبح البلد أفضل.كلمته لفريق حكيمك دليلك
شكراً لكم، وليمنحكم الله العافية والقوة على الاستمرار.ساهم في إعداد اللقاء
د. رنـاد حسـن د. ريـم حسن
- رابط اللقاء على صفحة الفيسبوك : اضغط هنا